وحيدةً جلست...لا أنيس لي ولا رفيق...لا جليس يبادلني الحديث...فأحبة ألفتهم وألفت أحاديثهم غابوا...وتركوني وحيدا...أتساءل لم هذا الفراق؟...ولم الجفاء؟.
سألت قلبي: أتظن القلوب المتحابة تتخاصم؟.
قال: احرص على صون القلوب من الأذى...فهي نقطة سوداء إن دخلت القلب وكبرت أفسدت الحب الذي فيه.
قلت: أو يقسو الحبيب على حبيبه؟
قال: أو لسنا بشرا، لنا قلوب تقسو وترق؟
قلت: أو يهجر الحبيب حبيبه؟
قال: وينسى إن كان الخصام شديدا، فالأسى يفسد الود.
قلت: وأي طريق أقرب للرجوع؟
قال: ما أصعب رجوع الأحبة إن ضاع الحب بينهم.
قلت: أو ما من سبيل؟
قال: إلا رحمة من الله، بأن لا يكون القلب كقلوب البشر.
قلت: وهل يحق للحبيب الخصام دون عتاب؟
قال: فذاك ليس بحبيب، فإن من يحبك يعاتبك، ويجتهد كي لا يفقدك.
قلت: فإن أردت أن أفتش عن قلبي فأين أجده؟
قال: حيثما وضعته أول مرة، فإنك مهما ابتعدت ستجده مكانه.
قلت: فكيف أعرف الأحباب؟
قال: القلب لا يتوه عن أحبابه.
قلت: فبأي نصيحة تنصحني؟
قال: إياك والفراق، ففيه جفاء.